الاثنين، 6 يونيو 2011

دوام الحال في مملكة اللامحال

في مملكة  اللامحال
يعيش أهلها بعادات تحت مسمى العبادات
بتزمت تحت ظل الأخلاق و الأعراف
لاأحد يبتسم ..أو يتحدث ..أو يلقي سلاما أنزله رب السماء
الشاب فيه ذئب مفترس و متوحش ممنوع من الاختلاط بالناس
و الفتاة مخلوق ضعيف قد تصبح في أي لحظة ضحية ذلك الوحش البشري
المرأة هي حمالة مشاكل المجتمع و رأس الفتنة
و الرجل هو الآمر الناهي و أهل الجنة
خلق الطفل فيه لزيادة العدد
وعلى جبينه كتبت عبارة ((خليها على ربك))
فيها تنحدر الأخلاق الكريمة تحت أصفار الحسابات
و ينعدم فيها حسن  الحديث و جمال المظهر
لا وجود فيها للنظافة بكل أنواعها
و إن كانت جزء من إيمان المرء
لديهم مدارس تنتج أجيال ذو أرقام متسلسلة
بنفس العقليات المحدودة..نفس التفكير المضمحل..و نفس الهوايات المملة
ينهلونها من أساتذة لم يتخرجوا من مدرسة الحياة
في صفوف يغيب فيها روح الابداع و حرية التفكير
بأسلايب هي أقرب لكتاتيب أيام زمان
طلابها لا يعرفون مالكتاب إلا قبل الاختبار
و لايجدون مغزى من الآي باد إلا للألعاب
في هذه المملكة..
يموت الأخضر و اليابس أمام عدوانية أهلها
توضع فيها المخالفات ضد رمي النفايات
ألواح و إعلانات وحملات توعوية .. ليدوووم الحال في مملكة اللامحال
الكل غني و ميسور
و الفقير لا يعمل في ما دنى عن مستواه
تحتاج إلى لوحات تنبيهيه لكي لا تضيع
فقد تظن أنك في إحدى البلاد المستقدمة
و عليك أن تتقن العربية المكسرة لتحصل على ما تريد
و إن كنت ستتهور و تقود لعملك
فأنت بالتأكيد تحتاج ما يحمي فقراتك القطنية من رشق المطبات
و شهادة خالصة و آية الكرسي فقد تصبح بطلا لـ"ذهب مع الريح"
فلا فائدة من خطوط بيضاء وضعت على أسفلت تهالك من الأمطار
و لا أمان لإشارة حمراء تصرخ بأن تقف
ولكن لديهم نظام ساهر الرادع الذي اختلفوا فيه
هم اتفقوا على ألا يتفقوا
و لغوا اختلاف الآراء و الديموقراطية
الكل محق..الكل على بينة..الكل صادق
لا أغلبية و لاأقلية فالمرء و مايرى
لا يعرفون مالوقت و لم وجد أو وضع بين أسرار الكون
فهو موجود للاهدار ككل نعمة أخرى
فما عليك إلا بجولة ميدانية على  إحدى المولات
لترى شرائح البشر المريخية
 بعينين و يدين مثلنا تماما
تلتصق بأيديهم التكنولوجيا الحديثة
ليتواصلوا مع بقية أهاليهم اللاكونيون
هم للخيال أقرب
 و عن الحقيقة أمر
هم لامحاليون ..
لا يلامون ولا يتغيرون
ليدوم الحال في مملكة اللامحـــال