الخميس، 24 مارس 2011

{ وخلق الإنسان ضعيفاً }

ادعي القوة و تسلط بكل ما أوتيت
فلتظن أن ما بالكون من أمثالك
و أن الشمس تغرب و تشرق لأجلك
و أنك تتحكم في ذاتك وعقلك
و تحقق أحلامك بذكائك
ردد أن الكون لعبة بين يديك
وأن قلوب البشر هي مجال خبرتك
وأن كل ماأصبح كان بفضلك
وأن جنانك هي ما زرعته يديك
إن أنت حاربت الجبال و نسفت الأرض بمن فيها
التقطت نجوم السماء و حولتها إلى شهب حارقة
و إن أثرت البحر و بارزت أمواجه الجامحة
ستظل ذاك الإنسان الضعيف أمام خالقه العظيم
و سيقع رأسك مطأطئا حين تتذكر أنعمه
و ستهجرك قواك السحرية في لحظات يأسك
و ينكسر كبريائك أمام حزنك
لتيقن أن ما خضته سيظل كحبال شنقك
وسيحوم غرابه حول رأسك
سيحتل على جزء من أحلامك
و يرسم لك جميع كوابيسك
لتضيع بطولتك و تنساب من بين يديك
فتعود كطفل ساكن تحت جناح والديه
باحثا عن جدارا لتتكئ عليه
واضعا عليه حمل أثقالك
لا تلبس غيرك ثوب أخطاءك
ولا تلبس قناع العظمة في أوج ضعفك
عش ما يقع بين أضلاعك
اكسر ما يقيد روحك
وحرر أحاسيسك
 ضع جميع أقنعتك جانبا و لو ليوم واحد
و استعن بمن خلق ذالك الروح و ذاك البدن
و أوجد دمعها و سرورها
فهو أعلم بسرها و مأواها
....






الجمعة، 18 مارس 2011

تتــزوجنــي؟

قالوا لم لا؟
ابن حلال و أخلاق
من عائلة كريمة و ميسورة
يريدها بيضاء البشرة
طويلة القامة
سوداء الشعر
كحيلة العينين
مواصفات مكررة على أسطوانات الشباب
أو بالأصح أمهاتهم( حموات المستقبل)
فالفتاة بالنسبة لهم مجسم سيراميكي
ذو ألوان مبهرجة و شهادة جامعية
حسنة الحديث و جميلة المحيا
وإن كانت تطبخ فعـــز الطلب!
نعم هكذا أصبحت جاهزة للزواج
و بعد سنة هي جاهزة للإنجاب
فلا تحتاج لفنان محترف لترسم لوحة العائلة السعيدة
ها قد أكتمل شملهم و أكملوا نصف دينهم
و أسدل الستار لينتهي الفيلم بنهاية جميلة من غير حاجة للكواليس المنغصة!
............
أتهموني بالانفتاحية أو الهلوسة
و إن شبهتوني بصديقنا القذافي
سأسطر كل كلمة و أرسم حروفها بحرفة
فهذا ليس ما ينصه عقد الزواج
و لا ما يندرج تحت مسماه الشريف
و ليس هذا ما سيقلل نسب الطلاق الجنونية
و إن دل مثالي على شيء
فإنما يدل على صغر عقول أنهكها الشكلية و أعياها
في زمن أصبحت العمليات التجميليلة روتينا ممارسا في الاوساط النسائية
الجمال ما يميز المرأة و هو مفتاحها لقلب الرجل
و لكن ماذا عن الباقي؟؟؟
إن كانت جميلة الجميلات بتفكير لا تصل به لكي تفسر كلمة هو ناطقها
و إن كانت ملكة الدلال و الحب بمقدار يخنقه و ينفره منها
لن تكون أبدا ملاكا في عينيه لاختيار أمه لها
و لن يجعلها تاج رأسه لرضا أهله عنها
اختلف الشباب عن ذي قبل
و كذلك الفتيات و أمهات المستقبل
و لكن تنص عاداتنا المتصخرة على غير ذلك
فهو لا يحادثها أو يراها
و قد يمنع أيضا من المرور أمام منزلها!
حتى يحين ليلة الملكة الوردية
التي قد تقصم ظهر البعير أو تشد من أزره
فإما أن يكتشف أن حبيبة قلبه و بطلة أحلامه ما هي إلا دمية خاوية
أو تصيب دعاوي أمه و يحظى بذات الدين و الخلق و الجمال!
........
ليس الزواج بلعبة يانصيب لتحزر أرقاما سحرية
و لا يشبه أبدا اختيار البطيخة الجيدة من بين المئات
الزواج هوبحث عن روح و ليس عن شريك يملئ فراغ الشكلية الاجتماعية
و ليس لتتخلص من لقب العانس الملصق بها
و لا ليقنع البشر أنه معافا و سليم من جميع الأمراض
هو انسجام نفسين بشهادة رب الأكوان
و تلاؤم قلبين قبل الشفتين
فكل ما يقال سيكون فارغا أمام الحديث الصامت
و هو ما أسميه بحديث الأرواح
فهو رداء روحها و هي ردائه
تحيا له و يحيا لها
لا أطراف خارجية ولا ألاعيب إسرائيلية
ليس عبارة عن لستة مواصفات لا تجد آخرها من أولها
فإن كان أبيضا أو أسمرا
 أو أفريقيا أو أمريكيا
أو عامودا هزيلا أو كرويا قصيرا
سيظل هو أجمل مارأته العينين
و أعذب ما سمعته الأذنين
بمقدور المرأة أن تعطي أضعافا فوق طاقتها
إن وجدت نصفها الاخر
و ستدهش من تضحيتها إن حصلت عليه
و بمقدور الرجل أن يصبح حملا وديعا أمام إمرأة تفهمه
لكل آدمي نصف خلقه له الرحمن
إن هو وجدها ..اكتملت تلك اللوحة بألوان حقيقية
و إن لا ..اكتملت بألوان باهتة قابلة للشحوب في غمضة عين
فابحثوا عن ضالتكم و لا ترضوا بأول نصيب
و قد يكون نصفك الاخر من هو نائم بجانبك الان
وليدم لكل نصف..
نصفه الاخر



الغريق يتعلق بقشة

يضرب حياة معظمنا زلزال ياباني
يغير محوره و يقلب ليله نهارا
إن لم يكن اليوم فإنه آت لا محالة
فلا تغدو الحياة على وتيرة واحدة
خصوصا مع نفسيات البشرالعجيبة 
ولا بد لك أن تصل إلى أعالي الجبال
و تجرب السقوط المبرح مرارا
و لكن ما هي نظرية الغريق الذي تقض نومي
أحقا نحتاج إلى قشة لكي نصعد و نحلق مرة أخرى
و ما ذنب تلك القشة عندما تتخلى عنها بكل سهولة
لتجرفها الرياح الشمالية في لحظات مجدنا المسترد
جميعنا نعلم دور تلك القشة في حياتنا
و كاذب من قال أنه لم يجربها
و إن لم يكن لها دور حقيقي
و لكننا نرغم عقولنا و نبرمجها أنه بإمكانها إنقاذنا من الجرف
موضوعي قد يكون غريبا للبعض
و مألوفا لمن هم مثلي متعلقين بقشة وهمية
تنتظر أن نفك أسرها
لم لا نجرب أن نسبح لننقذ أنفسنا؟
اقتراح بسيط قد يغير محور حياتنا
و يقلبها رأسا على عقب
ويجعلنا أقوى أمام الافات الطبيعية 
رفقا بالقشة الضعيفة
 فقد تشارك مصيرها يوما ما




الثلاثاء، 15 مارس 2011

عربــي أنــا

هل سيحيا ذاك الجسد مرة أخرى
أتراه يسترد نبض الحياة و حرارة الدم في عروقه
ليقوم معافا كما كان من قبل
بمجده و علوه و خيلائه
هو جسدي و روحي
هي أمتي التي لها سأفدي و أضحي
و أعطي و أكافح
هم أبنائها الذين لهم سأكتب
سأسكب حبري ملطخا بدمي لأجل النهضة التي لها أشدو
لن أفقد أملي في خير أمة أخرجت للناس
ذاك درعي الذي سأرتديه
و هذا حصاني الذي سأمتطيه
سنحارب لأجل تاريخنا الحافل
ونكون بلسما لجرح ضعفنا
نحن العروبة بهيبتها العظيمة
سنصبح مثلا يشار له بالبنان
و قدوة يحتذي بها الإنسان
كما كان المجد بأيدينا يوما
سيعود لنا أضعافا
أهلنا هم أهل العلم و الإحسان
و خلقنا هو القرآن
محمد رسولنا
و ديننا الإسلام
ألا يكفينا فخرا أين ما كان
عربية أنا و افتخر
عربي أنت فابتهج
لننهض و لنستيقظ و لنكسر عقارب ساعاتنا الخاملة
لنجد و لنجتهد و لنعمل
و نقرئ و نطبق و نثابر
فلنريهم ما تخبئه عقولنا
و لنبهرهم بما تحتويه نفوسنا
لنذيع صيتنا بعلمنا
و ننشر محاسن أخلاقنا
جاهرين بأصواتنا
ومقرين بعروبتنا






الخميس، 10 مارس 2011

قلم و ورقة

انثر حطامك على ورقة بيضاء
حرر قلمك المكبوت
العب بالكلمات على هواك
و اكسر قواعد النحو و الصرف
تجاهل أشواك الطريق و قسوة البشر
استجمع أشلائك المترامية
و احتضن أملك الوحيد
تناوله بين أصبعيك
و خط به ما يدور في خلدك
قد تكون رسمة سوداء
أو بحرا زاهي الألوان
أو كلمات تتقاطع حروفها بغرابة
من يراها خلفك لن يفهمها
لن يعي كل حرف و كل خط
و لن يدرك لم تتلاطم أمواجك و تنكسر على شواطئ ورقتك
لن تطول نظريه ما بين سطورك
يحلل الإنسان من نقطة يضعها
من بصمة تميزه
من ضغطة قلم على صفحات أرهقها كاتبها
وإن وضع تلك الحواجز الرهيبة
سيظل قابلا للاختراق
و سيستمر الإنسان قي كونه مخلوقا معقدا
تتبدل نظرته بتبدل محيطه
تخور قواه أحيانا
ولكنه سرعان ما يتعلم أنه إن لم يكن ذئبا سـتأكله الذئاب
و أنه لا وجود لتلك القشة لكي يتعلق بها
و إن احتارعلماء النفس في تحليلنا
فنحن لا نخطئ أبدا في تحليل أنفسنا
و نستمر في تكذيب ما لانريد تصديقه
و تصديق ما يحلو لنا
حتى تفقد مصداقيتك مع نفسك
لتغرق في عالمك الاصطناعي
حاملا بيديك ورقتك البيضاء
و يعلووجهك ابتسامة صفراء






الأحد، 6 مارس 2011

بقــايـا حـلم


إن لم تذق ألم خيبة الأمل فلن تتلذ بحلاوة الأمل 
ما تعلمته مؤخرا توجزه هذه العبارات
فإن لم تقع لن تتعلم أبدا كم هو مؤلم
و لن تزداد ثقتك في قدراتك
ستكون متغطرسا يظن نفسه عالما و يفتي من غيرعلم
و إن كانت خيبة الأمل كابوس الكبار
فهو لا يحتل مكانة كبيرة في حياة الأطفال
فهم يقعون في اليوم ألف مرة
و يقفون ليكملوا طريقهم بكل شجاعة
هم فرسان الحياة
يزينونها بأقلامهم الملونة
ولايحملون في صدورهم ما يضيق بالهم
ما أريد ايضاحه أنه لا مستحيل أمام البشر
فالنسيان نعمة لا تقدر بكنوز قارون
و التعلم من الأخطاء هو مفتاح أبواب الحياة
فقط عليك أن تكون صارما مع ما تحويه نفسك
و أن تؤمن أنه لا مكانة للضعف في حياتك
من لن يخيب ظنك هو.. نفسك
و من سيحتوي همك هو ..عزيمتك
تستطيع أن تكون لروحك سندا
لأحلامها محققا و لنجاحها فرحا
إن أنت أعطيت حقها و رفعت مكانتها
ستعطيك ما لن يهبه لك أحد
لا توكل عليها حاكما غيرك
و لا تحبسها داخل قلاع غريب
هي لك فاحتل عليها
تملكها و تمسك بها
إن أئتمنت أحد سواها
فلا تلم إلا نفسك
ولا تندب حظك و تنعته بالتعاسة
فالحظ بمنظوري لا يورث وإنما يكتسب بالخبرة و الفطنة
حان الوقت لتعترف أن الفشل و الكدمات و الصفعات التي تواجهنا كل يوم
ما هي إلا نعم إلهية وهبت لك لتشد أزرك
وإن لم يخيب أملك يوما ما
فصدقني أنت لا تدري متعة تكرار الحلم

الخميس، 3 مارس 2011

عدونــا المنــاخ!

صباح مشرق و يوم صحو
ابتسامة عريضة ترسمها على وجهك
فكلك أمل لبداية يوم جميل
ولكن ما حولك يثبط سعادتك البريئة
فنظرة خاطفة من عينيك
تكفي لقلب مزاجك رأسا على عقب
فعليك أن تكرم و تقدر المسؤولين إن وجدت طريقا مسفلتا من دون أن تعلوه علامات الدهر
أو أن تجد جدارا خاليا من معادلات الحب و السب
أو رصيفا يستمر مترا دون أن يتناثر رملاً و يغدو مستنقعا
و إن وصلت من غير قفزة فوق مطب مهترئ
فستعتبر من نوادر أحداث اليوم
و قد يضعوك أيضا في كتاب غينيس قريبا
....
لا داعي أن تتعلم جغرافية سطح الأرض
فشوارعنا البديعة تحوي عليها كلها
تستطيع أن تعاشر كل يوم الهضاب و السيول و الأنهار و الجبـــال
و قد يحالفك الحظ لتعيش تجربة الاحتكاك بأشهر الأدوية الطبيعية
لن أضمن لك سلامة تعارفك و لكنك بالتأكيد ستحظى بشرف التجربة!
محولا سيارتك إلى زورق و طائرة و حتى إلى براشوت أحياناً
مبدع لأقصى الحدود!
......
نحن نتهم المناخ الغلبان بكل بلادة
فهو من يخلق كل هذا
فالمطر يحدث سيلا
و الشمس تبهت الألوان
و العواصف تصنع الكثبان الرملية
البحر لوث من المريخ
و القمامة تأتي من المجهول
أعتقد أن بيننا و بين الطبيعة عداوة
فكأنه يستقصدنا من دون البشر
ليدمر كل ما ظهر أمامه
أو أننا نحن هم المخلوقات الفضائية التي اختلف في وجودها العلماء
فلا شمس ولا قمر يدوم بوجودنا
فنحن نقضي على الأخضر و اليابس!
.....
سيكولوجية البشر في الحفاظ على الممتلكات العامة منفية من نفوسنا
و لا ننتمي لها بتاتــاً
لا أستطيع أن ألوم المسؤول تاركة المستهلك على حق
فهذه ليست شركة لتكون زبونا مشاكسا فيها
هذه هي الأم التي لم تلد
الوطن الأم أحق من كل الناس للحفاظ عليها
احترت ماذا علينا أن نفعل لجعل أبنائها يعون و يحملون مسؤولية حمل كيس قمامة من غير مخالفات رمزية
أو فقط أن يكفوا شرورهم عن الشوارع المسكينة
أأسف على كلماتي المنثورة من قلبي الدامي
فما أردت يوما أن أكتب لأمة دينها الجمال و تاجها النظافة أن النظافة من الإيمان
لكن لم يكن باختياري السكوت
 لتذبل ابتسامتي كل صباح
و يسوء مزاجي و تسود دنيتي بالمناظر الروتينية
لا أريد أن أحتسي قهوتي الداكنة لاسترد نشاطي بين جدران المباني
ألا يحق لي أن أستفيد من جمال أرضنا و نعمة ربنا؟؟؟