الجمعة، 18 مارس 2011

تتــزوجنــي؟

قالوا لم لا؟
ابن حلال و أخلاق
من عائلة كريمة و ميسورة
يريدها بيضاء البشرة
طويلة القامة
سوداء الشعر
كحيلة العينين
مواصفات مكررة على أسطوانات الشباب
أو بالأصح أمهاتهم( حموات المستقبل)
فالفتاة بالنسبة لهم مجسم سيراميكي
ذو ألوان مبهرجة و شهادة جامعية
حسنة الحديث و جميلة المحيا
وإن كانت تطبخ فعـــز الطلب!
نعم هكذا أصبحت جاهزة للزواج
و بعد سنة هي جاهزة للإنجاب
فلا تحتاج لفنان محترف لترسم لوحة العائلة السعيدة
ها قد أكتمل شملهم و أكملوا نصف دينهم
و أسدل الستار لينتهي الفيلم بنهاية جميلة من غير حاجة للكواليس المنغصة!
............
أتهموني بالانفتاحية أو الهلوسة
و إن شبهتوني بصديقنا القذافي
سأسطر كل كلمة و أرسم حروفها بحرفة
فهذا ليس ما ينصه عقد الزواج
و لا ما يندرج تحت مسماه الشريف
و ليس هذا ما سيقلل نسب الطلاق الجنونية
و إن دل مثالي على شيء
فإنما يدل على صغر عقول أنهكها الشكلية و أعياها
في زمن أصبحت العمليات التجميليلة روتينا ممارسا في الاوساط النسائية
الجمال ما يميز المرأة و هو مفتاحها لقلب الرجل
و لكن ماذا عن الباقي؟؟؟
إن كانت جميلة الجميلات بتفكير لا تصل به لكي تفسر كلمة هو ناطقها
و إن كانت ملكة الدلال و الحب بمقدار يخنقه و ينفره منها
لن تكون أبدا ملاكا في عينيه لاختيار أمه لها
و لن يجعلها تاج رأسه لرضا أهله عنها
اختلف الشباب عن ذي قبل
و كذلك الفتيات و أمهات المستقبل
و لكن تنص عاداتنا المتصخرة على غير ذلك
فهو لا يحادثها أو يراها
و قد يمنع أيضا من المرور أمام منزلها!
حتى يحين ليلة الملكة الوردية
التي قد تقصم ظهر البعير أو تشد من أزره
فإما أن يكتشف أن حبيبة قلبه و بطلة أحلامه ما هي إلا دمية خاوية
أو تصيب دعاوي أمه و يحظى بذات الدين و الخلق و الجمال!
........
ليس الزواج بلعبة يانصيب لتحزر أرقاما سحرية
و لا يشبه أبدا اختيار البطيخة الجيدة من بين المئات
الزواج هوبحث عن روح و ليس عن شريك يملئ فراغ الشكلية الاجتماعية
و ليس لتتخلص من لقب العانس الملصق بها
و لا ليقنع البشر أنه معافا و سليم من جميع الأمراض
هو انسجام نفسين بشهادة رب الأكوان
و تلاؤم قلبين قبل الشفتين
فكل ما يقال سيكون فارغا أمام الحديث الصامت
و هو ما أسميه بحديث الأرواح
فهو رداء روحها و هي ردائه
تحيا له و يحيا لها
لا أطراف خارجية ولا ألاعيب إسرائيلية
ليس عبارة عن لستة مواصفات لا تجد آخرها من أولها
فإن كان أبيضا أو أسمرا
 أو أفريقيا أو أمريكيا
أو عامودا هزيلا أو كرويا قصيرا
سيظل هو أجمل مارأته العينين
و أعذب ما سمعته الأذنين
بمقدور المرأة أن تعطي أضعافا فوق طاقتها
إن وجدت نصفها الاخر
و ستدهش من تضحيتها إن حصلت عليه
و بمقدور الرجل أن يصبح حملا وديعا أمام إمرأة تفهمه
لكل آدمي نصف خلقه له الرحمن
إن هو وجدها ..اكتملت تلك اللوحة بألوان حقيقية
و إن لا ..اكتملت بألوان باهتة قابلة للشحوب في غمضة عين
فابحثوا عن ضالتكم و لا ترضوا بأول نصيب
و قد يكون نصفك الاخر من هو نائم بجانبك الان
وليدم لكل نصف..
نصفه الاخر



هناك 8 تعليقات:

  1. نسرين

    تخفين في داخلك كاتبة كبيرة ورائعة .. استمري في عطائك لأن مانثرته خلاب وجميل ..

    لا اعتقد أن ماقلته ينطبق عليه مقولة :"إن كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب" لأن ماكتبته لا يكون إلا ذهبًا والله

    شكرًا لكِ

    ردحذف
  2. رااااائع يا نسرين
    كلامك عميق وجميل وبعيد عن كل الافكار السطحية
    بصراحة مبدعة

    ردحذف
  3. يسلم تمك , فين الناس اللى تفهم بس .

    ردحذف
  4. شكررررا ماريا على ثنائك الكريم:)
    كلام من ذهب لأناس من ذهب
    .....
    ليس بروعتك يا عبير ..شكرا على مرورك :)
    ...
    سأتفائل خيرا يا هناء و أقول أنهم مازالوا موجودين

    ردحذف
  5. شكر للرائعة نسرين طاشكندي
    كلامك صحيح
    بالرغم من وجود أناس ذوو عقل متفتح ومنطق عقلاني ولكنهم قله ومن يجدهم فهو الرابح

    لكن لا يعلم قيمتهم الا من تعامل مع غيرهم

    بانتظار المزيد منك عزيزتي

    ردحذف
  6. شكرا على حضورك الفعال و ثنائك الكريم
    و أنا بانتظار متابعتك:)

    ردحذف
  7. كاتبة متميزة ..
    هذا الواقع .. للاسف هذه الحقيقة التي نراها ف مجتمعنا .. لكن الجيل اختلف وتفكيرهم تغيّر واصبح عالم بمصلحته ومازالت سيطرت تفكير الاهل القديم مستمر .. الا قليل من العوائل ..

    استمري ف كتاباتكـ الراقية التي تتكلم وتناقش قضايا حياة مجتمعنا :) ..

    ردحذف
  8. لكن من يمتلك الشجاعه لمجابهة الآراء المتصخره .....ليت الأهل يرحمون وليت المجتمع يرحم الأهل....بداية الوعي سطور جريئه مستنيرة...بالتوفيق

    ردحذف