الثلاثاء، 8 فبراير 2011

ظـل رجـل ولاظـل حيـطة!!

عرفت أن سعادة المرأة ليست بمجد الرجل وسؤدده
ولا بكرمه و حلمه
بل بالحب الذي يضم روحها إلى روحه
تلك عبارات وردة الهانية لجبران
التي اتهمت بخيانة حياتها الزوجية عندما طلبت الطلاق
لسبب بسيط جدا..
انها زوجت من أربعيني وجد فيها بريق الحياة
ليطفئه بمجوهراته الثمينة و حليه الألماسية
دراما تعيد نفسها منذ أن خلقت حواء على وجه الأرض
خالقة علاقة عكسية بين ضعف المرأة و ديكتاتورية الرجل
.....
مفهوم الزواج المتوج بالحب لدينا شبه منعدم
و قد ينعدم قريبا تماما و ينسف من على وجه مملكتنا
بعد أن قفزت نسب الطلاق إلى 60% 
و على حسب دراسة لن أؤكد صحتها
لكنهم وجدوا أن هناك طلاقا يحدث في كل أربعين دقيقة!
تلك النسب المريعة تكفي لنتوجها بالمرتبة الأولى في قائمة مشاكلنا الاجتماعية
فبحكم أراضينا الشاسعة
تختلف عاداتنا و تقاليدنا
فجغرافية مملكتنا لا تنحصر بالصحاري الذهبية فقط
و إنما لتلك الصحاري العجيبة القدرة أن تغطي و تستر وقائع شنيعة
فلنقل أن عهد وأد البنات قد انتهى
و ظل في زمن الجاهلية..
سؤالي الموجه هو..
أعلينا ان ندفن فتياتنا أحياء لنكون قد وأدناهم؟
قد يجيب عقل معظمنا بالإيجاب
و لكن إن تسللنا إلى مخبوئات نفوسنا
سنجد أن كل خلية في جسدنا تعارضنا
.......
إن انتهاكنا لقدسية الزواج
بتزويج فتاة عشرينية لرجل ستيني
أو حتى صبية ذو العشرة سنوات لجد صديقاتها!
مقابل دراهم ذهبية
قل أو كثر عددها
واضعين كلمة (قسمة و نصيب) دستورا لكل سائل
كافٍ لنشك في حس الإنسانية المتبخر لدى البعض منا!
.....
إنهم براعم سلبت منهم حقوق الانطلاق بحرية
جرت من أيديهم ألعابهم و بدلت بطفل حقيقي
يبكي ليلا و يجوع نهارا
واضعين اثنتاهم في منزل اسماه المجتمع بـ(عش الزوجية) المزيف طبعا!
لا سائل لهم إن أرادوا حياة كهذه
وإن سئلوا فإن عقولهم اليانعة لن تستطيع أن تفسر السؤال لتجيب عليه
عادةٌ تُتبع كثيرا ليس لإن مضمونها صحيحا
بل سنعود للحديث نفسه
وستدور عجلة الأسباب لتشيرإلى رقة حواء و ضعف قدراتها مقابل قوة الرجل الذي جعلناه (سوبر مان ) زمانه و حلال المشاكل
أمام الضغط الاجتماعي و جنيهات المهر المغرية
تمـــــــــــــوت جميـــــــــــع الضمــائر
و لا يبقى سوى ضمير فتاة مشتعل بجميع عبارات الكره والحقد 
لمجتمع سلبها حقوق الزيجة الحقيقية 
و حبسها في منزل يكثره الأطفال و تنعدم فيه رائحة المودة والرحمة التي ذكره خالقها
و إن حركت أجنحتها أو حاولت أن تكسر سجنها بالطلاق
اتهمت بالخيانة الزوجية التي أطلق عليها أنا بالخيانة الاجتماعية
فهي تعيش لأجل مجتمعها ذو العقل المحدود لا لزوجها (الديكور)
فعليها أن تنتظر حتى يأتيها الفرج
أو أن تصم أذنيها و تهرب لحياة أفضل رامية بنفسها في نار أقاويل مجتمعنا الفضيل لتحمل لقب المطلقة كأنه وصمة عار عليها طيلة حياتها
......
ما تم ذكره كان وجها لعملة ثلاثية الأبعاد
هي عملة الزواج ..كثرت الأسباب في عدم رواجها مؤخرا
فالعنف الأسري و غياب المسؤولية في أجيالنا المنكوبة تحتل صدر المجلس
تليها المشاكل المادية و الاجتماعية و انعدام القدوة الصحيحة في البيوت
إذا أين دورنا في تثقيف شبابنا المقبلين على قفص الحياة الزوجية ؟
و أين عدالتنا و حمايتنا تجاه فتيات في عمر الزهور؟
إننا نرى ما يحدث و لكننا نتجاهله
تنقصنا صحوة سريعة قبل أن نصل إلى يوم نريد فيه تزويج أولادنا فنجد أنه لا وجود لغير المطلقات!




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق