الجمعة، 18 أكتوبر 2013

تصحيح العقول


بدأ العد التنازلي
فرغت الجيوب وضاقت النفوس
الكل يلهث باحثا في كل مكان
هواتف لا تسكت 
وواتس اب لا ينقطع
فقد يحالفك الحظ لتجد من يناولك تلك القشة
التي تتعلق بها وتغرق في كومة أحلامك اللامنتهية
لتعود بك ذاكرتك إلى الوراء
على شكل شريط متسلسل كفلم أمريكي
فها أنت واقف في وسط منزلك
عصا سحرية لمست كل شيء
كل ما حولك نظيف و يبرق لمعانا
أطفالك كأنهم في صباح يوم العيد
يأتي الزوج بثوبه الناصع البياض
وفي يديه باقة ورد
هنا تنقطع جميع حبال أفكارك
لتذوب الأحلام في بركة الحقيقة
فتجد نفسك ممسكاً ببضع وريقات
موظف الجوازات من أمامك والمعقبين من خلفك
نعم ! أنت في كابوس جميل اسمه تصحيح الأوضاع
جميل هو لأننا و أخيرا سنقف بالمرصاد على كل مخالف
و نستأصل كل من امتص دم بلدنا وشعبنا
ولكنه كابوس غير منتهي
يبدأ في ابرق الرغامة
ويتنقل بين برج دلة والمطار و القنصليات
كابوس لا يعلمه إلا كل مواطن مطحون (مثلي)
كاد أن يقع مغشيا عليه من كآبة المنظر
خيام نصبت لتتحول إلى جوازات في الهواء الطلق
بضع أجهزة حاسوب و بعض المسؤولين
و مرحبا بك في عالم لم أظن أنه موجود
قطط تتمشى بيننا و كومة هائلة من البشر
نساء ينتظرن من الليل
وأرقام تكاد ان تكون أغلى من كل شي عند البعض
لا أذكر كم دقيقة وقفت 
مذهولة..
مدهوشه..
مصعوقة..
حتى أيقظني صوت المسؤول 
روحي جيبي الفيزا القديمة ولا خلاص مافي بصمة
خلاص!؟
أهذه طريقة تخاطب بها من أتاك سائلاً 
ولم تردني وأناأعلم وأنت تعلم أنه لاحاجة للفيزا!
أين نحن يا قوم!
لم علي أن أضع ثروة لأصحح وأتبع القوانين
كل معاملة بمبلغ و قدره...!
أهذه أخلاقنا!
لم أصبحنا ضحايا الواسطات و الرشاوي
لا تفيد الأسئلة إن لم تكن هناك أجوبة 
ولن يفيد أن تحارب من أجل خدمة هيا من حقك
عندما لايريد المسئول أن يهبها
أستقع عنه هذه المسئولية؟
كلا وسيسأل عنها يوماً ما
إن لم يكن اليوم فغداً
أو عند السميع العليم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق